في ليالي الشتاء القاسية كان السيد محمد . ق وزوجته ينتظران ابنهم الأول ليملأ البيت فرحاً وسعادة بعد انتظار تسعة أشهر. كانت ليلة ماطرة وباردة، أسعف السيد محمد زوجته إلى المستشفى للولادة، وماهي إلا ساعة حتى خرجت الممرضة تبشره بقدوم مولوده الجديد وسلامة زوجته، وأعطته ابنه ليطمئن عليه لكنه فوجئ بمنظر رجليه الغير طبيعي .
أحمد هو ذاك الطفل الصغير، الذي شاء القدر أن يولد برجلين مشوهتين ليعيش طوال حياته لا يستطيع المشي على قدميه.
(( لم يتبقى في المدينة طبيب عظمية أو طبيب أطفال إلا وزرته لأجد علاجاً لولدي أحمد ، لكن دون جدوى؛ فهذا مرض خلقي لا علاج له إلا ببتر الزوائد العظمية وتركيب أطراف صناعية )) هكذا أخبرنا السيد محمد.ق .

أجرى أحمد الكثير من العمليات الجراحية منذ صغره حتى اليوم؛ بعد أن طرق باب الرابعة عشر من عمره، فقد عانى الكثير في هذه الأعوام في ذهابه لمدرسته وقضاء حاجاته وتدبير أموره .


(( حلمي أن أحصل على طرف صناعي وأن أتدرب عليه لأتمكن من المشي على قدمي وأجاري رفاقي وأمشي مع أخوتي ونخرج إلى الحديقة لنعلب سوية دون أن أركب الكرسي أو أستخدم العكازات، أحب كرة اليد وأتمنى أن أصبح مثل أبي لاعباً محترفا بها وأنافس البقية في اللعب ))
حلم أحمد ليس بصعب المنال لكنه بحاجة لمن يسمع منه ويشاهد روحه المرحة ولعبه مع أخوته .