منذ اشتداد الأزمة الإنسانية الخانقة التي يكابدها الشعب السوري يعيش مئات الآلاف منه على هامش الحياة، يأكلون مما يتوفر لهم من طعام لا يشبه الطعام في كثير من الأحيان، حتى نسي الآلاف منهم مذاق اللحم وطعمه وأصبح تذوقه من المستحيلات البعيدة التي لا يجرؤ الكثير منهم على مجرد الحلم به.

 ولما كان نحر الأضاحي في العيد فرضاً على المستطيع، ليهنئ بنصيب منها من لا يستطيع ذبحها، ولما كان أهلنا في الداخل من أشد الناس حاجة للأضاحي ومن أشد الناس فرحا بها فقد أطلقت مؤسسة الشام الإنسانية مشروع “الأنعام” لتوزيع لحوم الأضاحي، حيث تتم عملية التوزيع للأهالي من خلال مراكز المؤسسة المنتشرة في حلب، وادلب، وحماه، وريف اللاذقية، ودرعا، ودمشق، وريف دمشق، وحمص.

ذلك الوضع الذي أدى إلى تدهور أحوال الناس المعيشية والغذائية والصحية، مع انعدام الأمن والاستقرار أدى بمجمله إلى زيادة نسبة الفقر بينهم، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار اللحوم نتيجة الحصار المطبق عليهم، والذي لم يرحم صغيرهم ولا شيخهم ولا نسائهم، ففتح أبواب الألم والهم والغم على قلوبهم، لاسيما في المناسبات التي من المفترض أن ترتسم البسمة على وجوههم مثل عيدي الفطر والأضحى، كل ذلك جعل أهمية المشروع تتبدى في أهداف عدة منها:
•    تخفيف معاناة الأهالي في عيد الأضحى.
•    أداء الواجب الديني خلال عيد الأضحى المبارك. 
•    المساهمة في رفع مستوى الأمن الغذائي.
وقد حقق المشروع نتائج طيبة، وكانت الغالبية من المستفيدين هم من الأسر الأشد حاجة والتي تم تحديدها بالفئات التالية:
•    العوائل الأشد فقرا 
•    الأسر النازحة 
•    أسر الأيتام والأرامل 
•    أسر الشهداء والمعتقلين 
•    أسر ذوي الاحتياجات الخاصة (المعاقين)

إن القيام على مثل هذه المشاريع، من شأنه شد عضد المستضعفين وتقديم العون لهم بما هو مستطاع ومتاح، حتى نكون مجتمعا متكاتفاً يشد القوي بها أزر الضعيف.