قال الله تعالى: ((يسألونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير))

لم تكن كفالة اليتيم يوماً محصورة بإعانته بالمال فقط، بل كفالته تعني تولي جميع أموره من تربية ورعاية لشؤونه الخاصة، لاسيما بعد فقده للركن الذي كان يأوي إليه في مراحل نشأته. 
واليوم، وفي ظل الصراع المستعر في سوريا منذ سنوات، كانت الفاتورة الباهظة من نصيب الأطفال الذين أجبروا على تحملها دون أدنى ذنب منهم، إذ فقدوا آبائهم ومعيلوهم، يتجرعون مرارة الفقد بصبر الرجال، بعد أن ضيّع الكبار حقوقهم بطفولة بريئة كتلك التي يعيشها أقرانهم في البلاد الأخرى.
وأمام هذه الحالات الإنسانية الحرجة، بادرت مؤسسة شام الإنسانية بالتعاون مع مؤسسة الشيخ ثاني بن عبد الله الخيرية راف، إلى افتتاح دار ” آل محمود للرعاية”، وذلك في الأول من شهر حزيران لعام 2016 في ولاية أضنة التركية، حيث تمكنت من ضم حوالي 61 شخصاً هم عبارة عن 17أسرة بينهم 43 طفلاً.

لقد تم تأسيس الدار على أنها مشروع سكني تعليمي تربوي، يهتم باليتيم وأسرته، وذلك وفق مجموعة من الأهداف الهامة والحساسة، هي:

1- إدماج أيتام الدار في المجتمع من خلال البرامج التأهيلية والتدريبية. 
2- إخراج جيل متمكن من القيم والأخلاق والمعارف.
3- الترويح عن اليتيم وإدخال السرور على قلبه.
4- العمل على رفع المستوى الثقافي والتعليمي والديني للأمهات.
5- العمل على إكساب أم اليتيم مهارات إدارية وفنية ومهنية تمكنها من العمل.
6- ترسيخ مكانة الدار في المجتمع المحلي والعالمي.

كما تم التركيز على أسر الأيتام السوريين الفاقدين للمعيل ومن في حكمهم وفقاً للضوابط التالية:

1. أن تكون الأم زوجة شهيد أو من في حكمه.
2. أن يكون عمر الأم 18 سنة وما فوق.
3. أن تكون الأم حاصلة على شهادة علمية أو تجيد القراءة والكتابة
4. أن يكون عمر الذكور مادون الثانية عشرة، مع عدم تحديد العمر للإناث.
5. عدم وجود معيل.
6. عدم وجود سيولة نقدية، أو مورد ثابت.
7. أن تكون العائلة ملتزمة من ناحية الحشمة وعدم التدخين مع الالتزام بالصلاة وتزكية الجوار والالتزام بالصدق والأخلاق الحسنة.
8. أن يكون الوضع الصحي للعائلة جيد وعدم وجود أمراض تعيق العمل مثل التخلف العقلي وما شابهه. 
9. تقبل الجدة أو الخالة عند فقد الأم بشرط عدم وجود المعيل.

وحيث أن المسؤولية كبيرة، تم وضع نظام داخلي وتعليمي بهدف ضبط الحياة داخل الدار تربوياً وتعليمياً، بالإضافة إلى رفع قدرات الطلاب من خلال مجموعة من الأنشطة والفعاليات لتنمية المهارات والمواهب.
لقد كانت هذه الدار ولا تزال أنموذجاً ريادياً من النماذج التي تجسد دمج الأيتام بالمجتمع، وتجعلهم لبنة صالحة في بنيانه، إذ أنه لا يكفي المسح على رأس اليتيم، بل أن يمسح عن وجهه وقلبه علامات البؤس والحرمان، ويزرع عوضاً عنها بسمة وفرحة ومستقبلاً يبصره بأمّ عينه قبل بلوغه إياه.