مئات المستشفيات والنقاط الطبية لم تحيدها الصواريخ عن فظاعة الحرب الدائرة في سوريا منذ عدة سنوات، بل كانت محط استهداف مباشر، لاسيما في المناطق المكتظة بالمدنيين الآمنين، إذ لطالما كان كل هدف ثابت أو متحرك، هو مشروع دمار أو شهيد، لا ينجو من هذه المهلكة إلا القلة القليلة.

وأمام هذا الوضع المتدهور في القطاع الصحي الذي يعتبر قطاعا أساسيا في الداخل السوري باعتباره وسيلة إنقاذ لآلاف المدنيين من الجحيم المحيط بهم، قامت مؤسسة الشام الإنسانية بتأسيس “منظومة شام الإسعافية”، لتكون منظومة طبية متكاملة، تهدف إلى إنقاذ المرضى والمصابين واستخراجهم من تحت الأنقاض جراء القصف عليهم.

 

ففي مطلع الشهر الثالث لعام 2015 تم إطلاق تلك المنظومة في أربع محافظات هي ادلب وحلب وريفها وريف اللاذقية وريف دمشق حيث تتوزع سيارات الإسعاف في كل محافظة على 21 قطاع عمل، وذلك حتى تغطي احتياجات الأهالي فيها ونقلهم إلى المشافي والنقاط الطبية ليتم علاجهم بأسرع وقت ممكن.

تتألف المنظومة من 54 سيارة فان، تم تجهيزها لتكون سيارات إسعاف، يحتوي كل منها على خزانة طبية فيها نقالة مدولبة وجهاز سحب مفرزات وأوكسيميتر وجهاز رذاذ وأسطوانة أكسجين وعدة جراحة صغرى ومستهلكات وأدوية إسعافية، بالإضافة إلى منفسة للحالات الحرجة جداً.
ويهدف المشروع الى:
•    إخلاء الجرحى من مناطق القصف إلى النقاط الطبية الأولية أو المشافي الجراحية التخصصية.
•    نقل الجرحى والمصابين بالشكل الصحيح لمنع حدوث الأخطاء الطبية أثناء النقل.
•    تقديم الخدمة الطبية المثلى من خلال تقديم الإسعافات الأولية قبل وصولهم للمشفى.
•    تصنيف الجرحى في حالات القصف الشديد حسب الحالة إلى المشفى الأفضل تبعاً لإصابتهم منعاً للتأخير في نقلهم.

 

هذا وقد تمكن هذا الأسطول الإسعافي من نقل ما يقارب 39000 حالة ما بين مريض ومصاب، هذا الرقم الذي يمثل نصف عمل منظومات الإسعاف العاملة في المحافظات السورية كاملة، الأمر الذي دفع مؤسسة الشام الإنسانية إلى تحديد رؤية مستقبلية لتحقيق انتشار أكبر للمنظومة وزيادة عدد كوادرها المدربة.