خالد مهجر من الغوطة الشرقية في ريف دمشق إلى ريف حلب الشرقي، متزوج ولديه من الأطفال اثنان.
عانى خالد من رحلة التهجير الشاقة التي تعرضوا لها، ليخرج من مدينته وبيته بحقائب ثيابهم لا غير، ليصلوا هو وعائلته إلى مخيم شبيران في ريف مدينة الباب حيث تقيم كافة العائلات المهجرة من الغوطة الشرقية.
لم يتحمل السكن في تلك الخيم المهترئة التي لا تحميهم من الصيف الحار والبرد القارس، حيث قام بالبحث عن منزل لأجار ونقل هو وسبعة عائلات من أقاربه وأهله ليمكثوا في منزل واحد بسبب عدم وجود منازل وغلاء الإيجارات، بعد أن عمل عدة اعمال ووفر مبلغ بسيط من المال هو وأخيه استأجرنا منزل ليسكنوا به سوياً.
حال المنزل لم تكن بتلك الحال الجيدة حيث انه شبه مدمر لا يوجد به اي اثاث وهم لم يستطيعوا إخراج اي شيء من منزلهم في الغوطة الشرقية، قاموا بشراء لوازم بسيطة ليحموا أطفالهم من الجو المتغير رغم ذلك لم يكن يكفي.
يقول خالد: واجهت الكثير من الصعوبات في الحصول على فرصة عمل ولم يكن لدي رأس مال أستطيع افتتاح عمل خاص بي، أصبحت اقوم بالعمل بأي شيء يطلب مني، حتى خطرت في بالي فكرة مشروع نشارة الخشب.
قمت بأخذ مبلغ بسيط من المال من أحد معارفي وقمت بافتتاح منشرة خشب إذ نقوم بتحويل الأشجار اليابسة وألواح الخشب إلى نشارة ونبيعها لأصحاب المداجن حيث يتم استخدامها هناك.
لم يكن يكفيني الدخل المادي الذي احصل عليه من عملي لسد احتياجات ولوازم المنزل والحياة وشراء الخشب اذ كنت أقوم بشراء كميات خشب صغيرة أعمل بها ومن ثم أدفع ثمنها واحصل على غيرها.
أضاف: بعدما تمت دعوتي من أحد المخاترة في المدينة لحضور ندوة تعريفية عن صندوق كريم للتمويل الأصغر الذي أطلق حديثا، أعجبتني فكرة المشروع حيث أنها أفضل من السلل الاغاثية التي تجعل الفرد يعتمد عليها.
قدمت أنا ومجموعة اشخاص من اصدقائي لطلب الحصول على قرض لأقوم بتحسين عملي ووضعي المادي والمعيشي إلى الأفضل.
“استغرقت العملية حوالي أسبوعين للانتهاء من كافة الإجراءات والمعاملات وحصلت على القرض”.

بدأت بشراء كميات كبيرة من الخشب ودفع ثمنها مباشر كما قمت بدفع باقي المبلغ الذي كان متراكم علي وأصبح عملي حر وخاص بي، كما انني أيضا أقوم بتجهيز قطع خشب للتدفئة في الشتاء، حيث العديد من الناس يعتمدون على الخشب بسبب ارتفاع أسعار المحروقات.

وبعد أن بدأ عملي بتحسن وسعت عدد العمال لدي من عاملين إلى أربعة عمال ونقوم بمساعدة بعضنا جميعاً، وبدأت بالسداد في الموعد المحدد.
استفاد العميل خالد كثيرا من التمويل الأصغر، اذ تحسن وضعه المادي والمعيشي بشكل ملحوظ كما ان بدأ مشروعه بتقدم كبير، فمشروع كريم يدعم المشاريع الصغيرة ويحسن دخل الفرد، ومن المهم السداد والوفاء بكافة الالتزامات في الوقت المحدد ليستطيع العميل من الحصول على فرص إقراض أخرى في المراحل القادمة.