عشراتٌ من المشافي دمّرت بسبب الاستهداف المباشر لها منذ عدة سنوات في سوريا، مخلفةً وراءها كارثة طبيةً من الصعب احتواؤها في كثير من المناطق التي لم يعد فيها أي مركزٍ طبيٍّ لإسعاف الجرحى وعلاج المصابين والمرضى، حيث لقي الكثيرون حتفهم جراء انعدام الخدمات الطبية بالقرب منهم.

ولعل الوضع الصحي في منطقة جسر الشغور التي توقفت فيها جميع المشافي عن العمل وتم تدمير المشفى الوطني فيها جراء القصف الهمجي، دفع بمؤسسة الشام الإنسانية إلى أن تأخذ على عاتقها مهمة إنشاء مشفى فيها، لاسيما بعد معاينة وضع الأهالي المصابين آنذاك، والوقوف على صعوبة الوصول إلى نقطة طبية يعالجون فيها، إذ أن أقرب مشفى من المنطقة يبعد عنها 25 كم فلا يصل إليه أحدٌ على قيد الحياة إلا القليل ممن لا يعانون إصاباتٍ خطيرةٍ مستعجلة.

ففي الأول من الشهر الثامن من عام 2016، تم افتتاح المشفى لتقديم خدمات العناية الطبية العلاجية والجراحية والاستشفاء للمرضى، حيث ضم المشفى عدة أقسام هي: الجراحة العامة والعظمية والنسائية بقوام غرفتي عمليات، بالإضافة إلى الأشعة البسيطة والطبقي المحوري والمختبر والعيادات الخارجية الداخلية والأطفال والجلدية والنسائية وقسم آخر لقبول المرضى يتسع لـ 40 سريراً. 

كما سعى المشروع لتحقيق جملةٍ من الأهداف كان أهمها: 

1.    المساهمة في علاج وإنقاذ حياة المرضى الإسعافيين.
2.    إنقاص نسبة العقابيل والعجز نتيجة تأخير العمل الجراحي.
3.    توفير الخدمة الطبية الجراحية الإسعافية والباردة لمن يحتاج.
4.    توفير خدمة استشارات الرعاية الصحية الأولية.
5.    تخفيف الأعباء المادية عن المصابين وذويهم.

هذا وقد فتح المشفى أبوابه لجميع المصابين في منطقة جسر الشغور دون استثناء لتأمين العلاج المناسب لهم.

لقد كانت المساهمة في هذا المشروع فائدة عظيمة، لما فيها من شرف إنقاذ حياة الكثير من المصابين و مداواة جراحهم وتخفيف أوجاعهم، وكانوا بلسماً شافياً لجراح إخواننا في الداخل السوري.