أن يعيش الإنسان في حرب مشتعلة، ويتلقى كل أشكال القصف، ويضطر للنزوح مرات ومرات  ويفقد عمله حتى يفتك الفقر به، ثم يحاصره الغلاء من كل اتجاه فيعجز عن تأمين ضروريات الحياة من غذاء ولباس ودواء، وقتها تصبح الحاجات الأخرى كمواد التنظيف ومواد النظافة الشخصية رفاهية لا تتسع قساوة الحرب لها بالرغم من أهميتها. تلك الأهمية التي تتبدى في انتشار الأمراض السارية والمعدية وكثرة الأوبئة في مناطق الداخل السوري وخاصة المحاصرة والفقيرة، فمن ينجو من القصف ستترقبه الأمراض لا محالة.

وقد تنبهت مؤسسة الشام الإنسانية لضرورة مكافحة هذه الأمراض فبادرت بتأسيس مشروع “سلل النظافة” حيث يتم تجهيز سلال نظافة تحوي15 صنفا من مواد النظافة الشخصية تكفي لعائلة مكونة من خمسة أشخاص لمدة شهر كامل، وتوزع شهريا على مدار العام في أغلب مناطق الداخل السوري (حلب، إدلب، ريف اللاذقية، درعا، دمشق، ريف دمشق، حمص) عن طريق مراكزها المعتمدة فيها. 

وتتجلى أهمية مشروع سلل النظافة بأنه يساهم في :
1) تحسين مستوى النظافة الشخصية للأسر الفقيرة في المناطق المحاصرة.
2) الحفاظ على الصحة العامة في المناطق التي تعاني من نقص في الرعاية الصحية والمياه النقية.

وحتى النصف الأول من العام، استفاد من المشروع ما يقارب  49500 شخصاً غلبهم من:
1) الأسر الفقيرة في المناطق المحاصرة.
2) الأسر النازحة.
3) أسر الأيتام والأرامل.
4) أسر الشهداء والمعتقلين.
5) أسر ذوي الاحتياجات الخاصة ( المعاقين)

إن مشروع سلل النظافة يعتبر ضرورة وواجب يجب القيام به للحفاظ على سلامة أهل الداخل السوري من الأمراض المعدية والسارية والتي لا ينفع الدواء في الحد منها لسرعة انتشارها وتفشيها بين الناس، ولا يمكن إيقافها والخلاص منها إلا بالوقاية والعناية بالنظافة الشخصية. لذا يطمح المشروع بالوصول لكل بيت في الداخل وإعانة كل أسرة على هذا الأمر بالغ الأهمية والتي تعجز عن تأمينه.