تعاضد، مشروع تكافلي لمساعدة الأسر السورية النازحة والمنكوبة في سوريا وتركيا، وتقديم الدعم المادي والطبي للحالات الحرجة والمزمنة والعابرة.

ولأن آلة الحرب التي تدور رحاها منذ عدة سنوات في سوريا لا تعرف إنسانية ولا رحمة ولا شفقة، كان ولا يزال الوضع الإنساني في الداخل السوري كارثيّ بكل ما تحمله هذه الكلمة من ألم وفقد وحرمان ودمار، حيث ألقى بظلاله الثقيلة على كاهل شعب أعزل، خسر كل ما يملكه، وأجبر على تجرّع مرارة جعلته يهيم على وجهه في كلّ مكان.

ولأن الخير باق في أمة محمد صلى الله عليه وسلم، أشرعت مؤسسة شام الإنسانية بالتعاون مع مؤسسة الشيخ ثاني بن عبد الله الخيرية راف، مراكب “تعاضد” الخيرية في عام 2015، ميمّمة وجهتها صوب كل مشرد وجريح ومستغيث في الداخل السوريّ وفي بلد النزوح المجاور تركيا، يبحث عن مأوى أو علاج أو لقمة يسدّ بها رمق أطفاله وذويه.

ولقد تم إطلاق مشروع تعاضد لتحقيق أهداف جوهرية، تمثّلت بـ:

  1. توطيد الأسر المنكوبة ومساعدتها على الاستقرار قدر الإمكان.
  2. تقديم الرعاية بجميع أشكالها الصحية والاجتماعية والنفسية لذوي الاحتياجات الخاصة الذي كانوا بالأساس عاجزين عن القيام بأنفسهم، وجاءت الحرب لتزيد إلى عجزهم عجزاً.
  3. تخفيف أعباء الحياة عن الأسر النازحة والمتضررة نفسياً وجسدياً، وتقديم الرعاية الطبية لمن يحتاجها.

وحتى يكون المشروع محققاً لأهدافه المنشودة، كان لزاماً أن يتم تحديد فئات معينة لها أولويات وهي:

  1. الحالات الصحية المزمنة والعاجلة.
  2. الحالات شديدة التضرر من النازحين واللاجئين.
  3. الحالات التي فقدت معيلها.
  4. الحالات التي تحتاج لعمليات جراحية عاجلة، أو تمرّ بأزمات عابرة.

لقد حرص هذا المشروع على رفد الأسر المنكوبة والنازحة، بأشكال متعددة من المساعدات والدعم، تجسّدت بتأمين متطلبات العيش الكريم مع تسديد نفقات العمليات الجراحية ونفقات علاج الأمراض المزمنة، وتوزيع مبالغ لمرة واحدة بحسب معايير محددة، وذلك حتى لا يُغفل عن أيّ مستحق، ولا توضع الأمانات في يد من لا يحتاجها، إذ أكدت تلك المعايير على:

  • وجود العوز الصحي أو الحالات الخاصة.
  • عدم القدرة على تأمين نفقات العلاج المطلوب.
  • عدم وجود كفالة أو متابعة من جهات أخرى.

وبالرغم من الجهود المبذولة إزاء هذه القضية البالغة في الأهمية، والمتمثلة بترسيخ رسالة إنسانية خيّرة، تستمد قوتها من هدي ديننا الحنيف بمساعدة الضعيف وشدّ أزره في مواقيت انكساره، تبقى المأساة أكبر، والمعاناة أعمق، والحاجة أكثر إلحاحاً لتضميد جراح هؤلاء المشردين وتسكين آلامهم.