كيف تلعب المهارات الشخصية دورا هاما في صقل المهارات المهنية ولماذا نحتاج لاكتسابها؟!

أطباء الأسنان يحتاجون معرفة كيفية ملء الفجوات والسكرتيرات يحتاجون تعلم كيفية كتابة ما يزيد عن مائة كلمة بالدقيقة والمحاسبين يحتاجون لشهادات معتمدة.
بعيدًا عن المهارات المهنية من هو طبيب الأسنان الذي تختار الذهاب إليه؟ هل هو الطبيب اللطيف الذي يحتاج لوقت ليُجيب على أسئلتك؛ أم هو الطبيب الذي يعاملك وكأنك مجرد رقم ضمن قائمة طويلة من الأفواه المصابة؟
ومن هي السكرتيرة التي تعتمد عليها في الأوقات الصعبة؟ هل هي من تتصرف بإيجابية وتفاؤل أم هي من تتطلع دائمًا لمساعدتك أو هي الشخصية غير المرنة والتي تستغرق الكثير من الوقت للاعتراف بأخطائها؟
وبالمثل، فكر في المحاسبين. هل هو الشخص الذي يمتلك أخلاقيات العمل الراسخة ويُشجع زملائه ففي الأغلب هو الشخص الذي يتميز بمنصبه ومؤسسته.
وفي هذه المواقف والكثير مثلها كل ما يلزم هو معرفتك للمهارات الشخصية.

بينما تضعك مهاراتك التقنية على بداية الطريق، فإن مهاراتك الشخصية هي ما يفتح معظم الأبواب في المستقبل. إن أخلاقيات العمل لديك ، وموقفك ، ومهاراتك في التواصل ، وذكائك العاطفي ، ومجموعة كاملة من السمات الشخصية الأخرى ، هي مايسمى بالمهارات الشخصية وهي الحاسمة في نجاحك المهني.
وبالاستعانة بتلك المهارات الشخصية يمكنك النجاح والوصول لمراكز القيادة. ولا نخفيك سرًا، فإن مهارة حل المشكلات والتفويض والتشجيع وبناء الفريق كلها تصبح أسهل بكثر فقط إذا كنت تمتلك مهارات شخصية جيدة. فمعرفة كيفية التوافق مع الأشخاص – التصرف بشكل إيجابي- هي الأهم للوصول للنجاح.

وتكمن المشكلة في أهمية تلك المهارات والتي غالبًا ما ينقص من قدرها بالإضافة إلى قلة توافر المواد التدريبية لها مقارنًة بالمواد التدريبية المتوفرة للمهارات التقنية. ولسبب ما، تتوقع الشركات من الأفراد معرفة كيفية التصرف خلال العمل، فهي تكاد تفترض أن الجميع يعرف ويُدرك أهمية الوصول للعمل بالوقت المُحدد والمبادرة والتعامل بلطف والقيام بالعمل عالي الجودة.

مع الانتباه الى أن افتراض البعض بأن تلك المهارات الشخصية تؤدي بهم إلى العالمية يعطي نتيجة معاكسة تماما ويوصل صاحبه إلى الشعور بالإحباط، فلهذا السبب من المهم التركيز على حضور دورات المهارات الشخصية وتنميتها مثلما يُنمي الأفراد مهارتهم التقنية التقليدية.

فجوة المهارات الشخصية – هل تعاني منها؟

عندما يكون الموظفين الكثير من المهارات التقنية ولكنهم يعانون من غياب المهارات الشخصية، فإنهم يعانون من فجوة, ولعل السبيل الوحيد لمساعدة المؤسسة حتى تستثمر الخبرة التقنية الموجودة لديهم هو من خلال تحقيق التكامل بواسطة المهارات الشخصية من أجل تحقيق أكبر قدر ممكن من الفائدة.

في الواقع ، عندما لا تكون قادرًا على الاستفادة من ثروة المعرفة والخبرة والكفاءة داخل فريقك ، فيجب أن تقوم بتقييم مستوى التواصل ومهارات التعامل مع الآخرين الموجودة في مؤسستك.
ومما لايمكن تجاهله أن بيئات العمل في هذه الأيام قد تطورت; فمهارة الاستماع الجيد وعرض الأفكار وحل المشكلات وتعزيز بيئة عمل مفتوحة ومنضبطة جميعها تتمحور حول كيفية بناء علاقات مع الأفراد والحفاظ عليها. ومن خلال هذه العلاقات سوف تسمح للأشخاص بالمشاركة الكاملة في مشروعات الفريق وإظهار التقدير للآخرين والتطوع لدعم مشروعاتهم.
ولعله من المهم بالنسبة لك أن تدرك الدور الحيوي الذي تلعبه المهارات الشخصية داخل فريقك وليس فقط العمل على تطويرها داخل نفسك ، ولكن تشجيع تطويرها في بيئة العمل ككل. حيث تشمل المجالات التي يجب فحصها وتقييمها ما يلي:

• إذا كنت جيداً في اجتذاب العملاء ولكنك لاتستطيع الإحتفاظ بهم فمن المحتمل أن تكون لديك فجوة في المهارات الشخصية.
• إذا كان لديك معدل كبير من الموظفين المستقيلين وتود الاحتفاظ بهم، فهذا يُشير إلى وجود فجوة في المهارات الشخصية.
• عندما يتوافر لديك العديد من المديرين ولكنك تفتقر لوجود القائد الحقيقي – فهذا بالطبع فجوة بالمهارات الشخصية.

المسائلة الشخصية – التعاون – مهارات التفاوض
حل الخلافات – القدرة على التكيف والمرونة – التواصل الفعال
التفكير الإبداعي – الشمولية – التدريب والتوجيه

هناك العديد والعديد من المجالات التي قد تراها حولك فكلما زاد إتقان الموظفين للمهارات الشخصية فهذا حتمًا سينعكس على بيئة العمل بشكل عام. فجميع تلك المهارات تمتلك تأثيرًا جليًا على سلوك الأشخاص والذي يظهر أثناء التعامل مع العملاء والزبائن والزملاء والمشرفين والشركاء الآخرين. فلكما زاد السلوك الإيجابي للفرد كلما تحسنت علاقاته مع الآخرين لأن هذا ما يقوي عمل الفريق ويقود الناس إلى المساهمة بقوة في رؤية المؤسسة واستراتيجيتها.

المصدر