لقد خلفت السنوات القاسية من الأزمة الدائرة في سوريا دمار كبيرا في البنية التحتية شملت البيوت والمدارس والمرافق العامة من مشافي ومؤسسات خدمية عديدة، جعلت الأهالي في وضع مؤلم إذ فقدوا فيه معظم مقوماتهم الأساسية على الحياة، لاسيما تلك المرافق التي من شأنها رفدهم بأسباب النجاة المتعددة.
ولعل القطاع الصحي الذي يؤمن للمدنيين دعماً أساسياً لعلاج جراحاتهم وشفاء أمراضهم كان له من الأهمية التي دفعت مؤسسة الشام الإنسانية إلى إنشاء مستودعات للمواد الطبية، وذلك بهدف توفير الاحتياجات الإسعافية والطارئة للمشافي والمراكز الطبية ويعزز ذلك القطاع في مختلف المناطق التابعة لها.
لقد تم تأسيس أولى المستودعات في مطلع الشهر الرابع من عام 2015، اعتباراً للأسباب المتمثلة بشح المواد الطبية وندرة بعض أنواعها، وزيادة الطلب عليها بسبب زيادة عدد المصابين والجرحى، وضرورة أن يكون هنالك مخزونات احتياطية من الأدوية والمستهلكات الطبية التي يمكن أن ترفد المشافي والتي تتعرض للاستنزاف بشكل مستمر نتيجة كثرة الإصابات وزيادة الاستهلاك بشكل مضاعف قد لا تحتمله تلك المشافي، الأمر الذي أدى إلى تحديد بعض الأهداف للوصول إلى الغاية المرجوة من إنشاءه، والتي جاءت بالتوصية على:
1. دعم المنشآت الطبية العاملة في الداخل لتستمر في تقديم خدماتها من خلال تأمين الأدوية والمستهلكات للمشافي الفاعلة.
2. تأمين الأدوية والمستهلكات للنقاط الطبية الإسعافية.
3. تأمين الأدوية والمستهلكات الطبية لمنظومات الإسعاف.
وقد جاء ذلك كله في سبيل محاولة إنقاذ حياة المصابين وتحسين نسبة البقاء عندهم.
إن تدعيم القطاع الصحي في الداخل السوري، هو من الأمور الإنسانية التي يجب على جميع أفراد المجتمع التكاتف معاً للنهوض به، لاسيما وأن الشعب الذي يعيش في ظل تلك الظروف القاسية التي إن توقفت أسبابها اليوم، سيكون بحاجة لسنوات طويلة لترميم مقدراته وإعادة إحيائها من جديد.