قصف هنا وموت هناك، نزوح هنا وفقر هناك.. بهذه العبارات يمكن أن نختصر الأزمة القاسية التي يتجرّعها الشعب السوري منذ سنوات ولا يزال، وهو الحال الذي جعلهم يفتقدون أهم عنصر لبقاء أي إنسان، ألا وهو الماء.
تلك النعمة التي حُرم منها الشعب السوري بسبب القصف الذي طال البنية التحتية، والتلوث الذي أصاب مصادر الماء والذي كان بدوره سببا لأمراض عدة تفشت فيما بينهم نتيجة شحه أوتلوثه، بالإضافة إلى غلاء المواد التي تعتمد عليها مشاريع استخراج المياه الجوفية وتوزيعها للأهالي.
هذه الأزمة الحادة والحاجة الملحة، دفعت مؤسسة الشام الإنسانية تجاه إنشاء مشروع “سقيا الماء”، بعد إجراء دراسة شاملة له تضمنت مناطق الانتشار وطرق التوصيل والتوزيع والعقبات والفوائد والأهداف.
وبناء على كل ما سبق، تم وضع آلية إعادة تأهيل وتشغيل محطات المياه الموجودة مسبقاً، في كل من حماه وحلب وادلب وجنوب دمشق ودرعا، حيث تم تمكين المجالس المحلية من متابعة الأمور التي تتعلق بتنظيم البيانات وتوزيع المياه وأجور عمال المحطات، آخذين بعين الاعتبار الفئات الفقيرة من السكان الذين هم من أكثر الناس حاجة للماء والأقل قدرة على توفيرها من غيرهم.
وقد هدف المشروع الذي قام نتيجة لكارثة الإنسانية الحادة التي المت بالمواطنين، إلى عدة أهداف جوهرية، سعت لإيجاد بدائل ممكنة تمثلت في:
1- تأمين مياه شرب نقية.
2- زيادة حصة الفرد من المياه.
3- المساهمة في رفع مستوى الأمن المائي.
كما تمكّن المشروع من تحقيق نتائج طيبة، حيث تم إيصال الماء إلى حوالي 100,000 مستفيد شهرياً، الأمر الذي يوضح مدى الحاجة إلى الرعاية بهكذا مشاريع ومنحها الاولوية في الاستجابة، نظراً لتأثر السكان المقيمين والنازحين في المناطق المستهدفة من تلوث مصادرها أو شحها أوانعدامها في بعض الأحيان.