من نافذة منزلهم في مدينة كفرنبل يطل حذيفة نحو الخارج يراقب حركة الشارع ذهاباً وإياباً يعيد لذاكرته أحداثاً عاشها خلال السنوات السابقة.
6 سنوات من عمر الطفل حذيفة عاشها بين قصف وتهجير وفقدان لأبيه الذي كان يعمل في الزراعة، يعود أصل حذيفة إلى بلدة النشابية بريف دمشق ومنها بدأت رحلة التهجير حتى وصلوا إلى محافظة ادلب.
يعيش حذيفة مع أمه وأخيه الصغير عبادة برفقة 6 عوائل أخرى هم عائلة جدته وأخواله الخمسة، الذين لم يبقى منهم إلا خاله أبو درويش بعد استشهاد أخواله البقية، الخال أبو درويش يعمل في بيع الخضروات على عربة صغيرة ليعيل أطفاله وأطفال أخوته وحذيفة وأخيه.
ربما قصة حذيفة باتت من القصص المألوفة والمتكررة التي كثر ما سمعنا عنها من معاناة السوريين خلال السنوات السابقة، لكن ما شدنا إليه هو ذاك الأمل في عينيه رغم صغر سنه إلا أنه يحلم أن يعود إلى غوطته التي لا يذكر منها إلا تفاصيل صغيرة جمعته بوالده خلال السنوات التي عاشها معه.
حديقته الصغيرة، ألعابه المتناثرة هنا وهناك، أرجوحته، تلك الأشياء التي يذكرها من حياته في منزله بريف دمشق.
براءته في الكلام ترسم البسمة على شفاه من يُحدثُه، ينتظر بشغف أن تفتح المدرسة أبوابها لكي يدخل في صفوفها .
يحلمُ حذيفة كما الأطفال السوريون في غد أفضل، يعيشون آمالهم وطموحاتهم في دراستهم ونجاحهم في الحياة .