عشرات آلاف القصص التي ستروى في المستقبل القريب عن سوريا وما عانته خلال سنوات الحرب الثمانية وربما تزيد، وقد يمل المشاهد من كثرة القصص وتكرارها أمام ناظريه على وسائل التواصل الاجتماعي، لكن لهذه القصص شخصيات جسدتها بألم وحزن في القلب .

أحمد الأزرق ذو الثمانية عشر ربيعاً من عمره؛ من مدينة خان شيخون بريف إدلب الجنوبي، قصة من قصص الألم التي عاشها الشعب السوري، تعرض منزله لغارة من الطيران الحربي في عام 2016 مما أدى لبتر في رجله اليسرى، الحزن والأسى في وجه أحمد كاف ليغير نفسيتك نحو الأسوأ.


يروي لنا أحمد قصته :(( خرجنا من صلاة الجمعة أنا وأولاد عمي الثلاثة وجلسنا في المنزل ننتظر طعام الغداء ، صافرات الإنذار في البلدة بدأت تحذر الناس من الغارة القادمة، لكن ربما تأخرت الصافرات كثيراً لأن الطائرة كانت أسرع من صافراتها؛ و لم ندرك الوقت الذي فصل بين التحذير و إغارة الطائرة علينا، في ذلك الوقت غبت عن الوعي ولم أدرك نفسي إلا وأنا في إحدى المستشفيات و الصراخ يملأ المكان . أحسست بألم شديد في رجلي اليسرى وسمعت أحد الأطباء يقول _ بدنا نقصلو رجلو _ هنا كانت الصدمة و أصبحت ذاكرتي تعود بي إلى الوراء …….))

يعمل أحمد قبل إصابته في مساعدة والده في تصليح مولدات الكهرباء الصغيرة بعد أن هجر مدرسته لكثرة القصف التي تعرضت له بلدته ، يأمل أحمد في أن يعود لحياته وعمله في مساعدة والده؛ وممارسة هواياته، وزيارة أصدقائه دون مساعدة أحد، ويحلم بأن يقضي يومه كبقية الناس دون الحاجة لعكازة يستند عليها.
ما ينقص أحمد اليوم هو طرف صناعي يعوضه عن غياب رجله التي فقدها، يعينه على العودة لحياته، ويعيد البسمة له ولأهله .