طرق مليئة بالأشواك تلك التي قطعها الشاب السوري “أحمد ابو عمر” ابن مدينة دير الزور من مدينته إلى ريف المدينة ليتعرض إلى أشد أنواع المعاناة حتى يصل إلى ريف حلب الشرقي , هو نفسه لم يصدق أنه استطاع النجاة من القصف و الهجمات الحربية على المدن السورية , ليبدء مسيرة الحياة الشاقة والمتعبة في مدينة الباب.
الشاب “أحمد” في مقتبل العمر إذ يبلغ عمره خمسة وعشرين سنة متزوج ولديه طفل , معيل لعائلته يقيم في مدينة الباب منذ سنتين داخل منزل شبه مدمر يدفع أجاره بشكل شهري.
يقول : تهجرت من مدينة دير الزور عام 2012 بسبب القصف المكثف الذي تعرضت له المدينة , بعد معاناة الطريق والصعوبات التي واجهتنا وصلنا إلى ريف الدير (الميادين) , لم نعد نستطيع العودة إلى بيتنا و حارتنا عشنا في الميادين خمس سنوات , بحثت كثيراً عن العمل لكن دون جدوى , عملت فترة كعامل حر حتى استطيع مساعدة نفسي على العيش في هذه المدينة,قررت العمل في بيع الألبسة, فنحن لا نعلم ما هو مصيرنا ولا نستطيع الجلوس داخل المنزل دون عمل.
بدأت الهجمات والقصف على الميادين قمنا بالخروج منها لنتوجه الى مناطق بعيدة عن القصف لنجلس في الخيم المهترئة حتى تأمن لنا طريق و توجهنا إلى الحسكة و منها إلى ريف حلب الشرقي.
أشار “أحمد” عند وصولنا أنا وعائلتي إلى مدينة الباب واجهنا عدة مشاكل منها غلاء الأسعار في المدينة , وغلاء الإيجارات, ولايوجد فرص عمل تكفي لتلك المصاريف .
قررت أن أعود لبيع الألبسة لكن غلاء أجار المحلات كان لا يتناسب معي , قمت بتجهيز بسطة صغيرة لبيع البسة متنوعة داخل السوق المعروف في مدينة الباب السوق الشعبي .
أَضاف أيضاً : العمل كان ضعيف جداً والمردود لا يكفي , بسبب الضعف برأس المال وقلة البضائع, لجأت إلى التسجيل بمشروع صندوق كريم للتمويل الأصغر عبر سماعي عنه عن طريق صديق كان يعمل على تكوين مجموعة , قدمنا طلب للحصول على التمويل عبارة عن قرض مالي يساعدنا على توسيع عملنا أكثر.
بعد الموافقة على طلب ” أحمد ” تم تسليمه القرض و قام بتنويع بضائعه أكثر بحيث أصبح لديه انواع مختلفة من الألبسة.
بعد تلك المعاناة ورحلة النزوح الطويلة داخل وطنه استطاع الوقوف من جديد على قدميه و بدء برحلته العملية الجديدة,
تحسن وضعه كما أصبح لديه أقبال جيد من الزبائن مما أدى لزيادة في دخله وما زال يعمل على تطوير عمله أكثر , فطموحه أن يقوم بافتتاح محل كبير لبيع مختلف الألبسة .