“علمتنا أمي على القوة والثقة بالنفس، علمتنا ألا نأكل إلا من تعبنا وعملنا” هكذا بدأت أم عثمان حديثها، حيث عانت من الحرمان والفقر بعد أن عاشت يتيمة الأب، تهجرت من عدت أماكن حتى وصلت إلى ريف حلب الشرقي.
أم عثمان ذات 36 عام، تعيش مع أولادها في خيمة مهترئة لا تحميهم من برد ولا حر، لا تملك ثمن الخبز من أجل إطعام أولادها بسبب صعوبة المعيشة وانعدام الدخل.
تقول أم عثمان: “عملت أنا وأولادي في قطاف الشفلَّح (نبات عشبي له فوائد صحية) من الأراضي الزراعية القريبة كل صباح، ونبيعه مساءً لنشتري الطعام.
أضافت، بعد فترة لم نعد نستطيع السكن في الخيمة كونه لدي ابنة مصابة بالتهاب عصب العين، استأجرنا بيت صغير يقينا من برد الشتاء، ثم بدأت العمل في تجارة الألبسة المستعملة بشكل بسيط داخل المنزل.
تابعت أم عثمان قائلةً: كان لي صديقة كنا نتبادل هموم الحياة سوية، في إحدى الجلسات أخبرتني عن مشروع صندوق كريم، أعجبني الموضوع وطلبت منها أن نكون في مجموعة واحدة، فمن شروط الحصول على قرض هو تكوين مجموعة ليضمنوا بعضهم البعض، شكلنا مجموعة وقدمنا الطلب ليتم قبوله.
بعد حصولي على القرض من مشروع صندوق كريم، تطور عملي بشكل كبير، وتمكنت من شراء كميات كبيرة من البضاعة التي أقوم ببيعها، واستطعت توفير مبلغ من المال، وتأمين متطلبات المعيشة لعائلتي.
اختتمت أم عثمان قولها: التهجير والقصف والدمار زادنا قوةً وإصراراً على المكافحة والعمل، فالمرأة ليست ضلعً قاصرً كما يقولون، بل هي أساس المجتمع (الأم والزوجة والابنة)، هي التي تتعب وتكافح في سبيل بناء اسرة قوية متماسكة”.