مشروع خيري تنموي، يهدف إلى إعانة الأسر الفقيرة في تأمين دخل دائم من كد يمينها والحد من ظاهرة البطالة وإحياء المهن الأساسية، من خلال مشاريع صغيرة بنظام القرض الحسن للأسر الأكثر احتياجا.
سنوات عديدة والأزمة تفرض سطوتها على شعب اعتاد أن يقدم العون لغيره ويتسابق في نصرة الضعيف والمحتاج.. أزمة فتكت بكل شيء، لاسيما قلوب الآباء التي يحفرها الألم.. حيث يفقد الأب عمله ومصدر دخله، ويرى العجز ألوانا عندما ينظر في عيون أطفاله الجائعة ولا يملك ما يسد به رمقهم بعد فحش الغلاء وجنون الأسعار، فيضطر مكرهاً أن يقف في دور توزيع السلات الغذائية والأسى يهيمن على قلبه.
لهذا وحتى لا يتحول شعب كامل إلى عالة ينتظر طعامه من غيره، سارعت مؤسسة الشام الإنسانية بالشراكة مع مؤسسة الشيخ ثاني بن عبد الله للخدمات – راف، إلى إطلاق مشروع الكسب الطيب في كل من درعا، وادلب، والغوطة الشرقية في يناير من عام 2016، وهو عبارة عن مشاريع صغيرة ومتناهية الصغر بنظام القرض الحسن للأسر التي تملك خبرة في مجال ما، حيث يتم تجهيز مشاريع للأسر التي فقدت عملها نتيجة الأزمة وتمليكها هذه المشاريع بعد استيفاء جزء من القرض وفق آليات ومعايير مناسبة للوضع السوري.
وقد اشتمل مشروع “الكسب الطيب” على 65 مشروعاً صغيرا في مجالات متنوعة مثل (المهنية، الزراعية، الصناعية، تربية حيوان) لتؤمن 80 فرصة عمل ويستفيد منها قرابة 14000 من سكان تلك المناطق شهريا.
كما هدف مشروع الكسب الطيب إلى:
• تأمين دخل دائم للأسر من عائدات المشروع يساعدها في تأمين احتياجاتها.
• إنتاج مواد جديدة تساهم في تلبية حاجات السوق بشكل دوري.
• إعادة إحياء بعض المهن الأساسية التي اندثرت بسبب الأزمة.
• إقامة مشاريع خدمية للسكان المحليين.
• المساهمة في تخفيف البطالة.
• نشر ثقافة العمل وتخفيف الآثار السلبية لتوزيع السلات الغذائية.
ولضمان تحقيق الأهداف السابقة بالشكل الأمثل، وضعت معايير واضحة ومحددة لاختيار الأسر المستفيدة من هذا المشروع تضمن نجاح المشروع واستفادة العوائل الاكثر حاجة، من هذه المعايير:
1. العائلات التي فقدت المعيل، ولكنها قادرة على العمل.
2. وجود خبرة لدى الأسرة في المشروع الذي سيقدَّم لها.
3. العائلات التي تحوي أفرادا من ذوي الاحتياجات الخاصة أو إصابات الحرب.
4. ألا يقل عدد أفراد الأسرة عن 5 أشخاص.
من خلال عملية المتابعة المستمرة للمشاريع الصغيرة وقصص النجاحات المبهرة ونتائجها المتقدمة تسعى المؤسسة الى زيادة عدد الاسر المستفيدة في تلك المناطق وتكرار نفس التجربة في مناطق جديدة, فأي صدقة خير من الصدقة الجارية ! وأي خير أكمل من تمكين الأسر المحتاجة من العمل وإعانتها لتكون يدا عليا تنتج وتساعد بعد أن اضطرت لتكون يدا سفلى لسنوات، مقتدين بفعل النبي عليه الصلاة والسلام عندما سأله شاب مالا فأعطاه ما يشتري به فأسا يحتطب بها ويعيش من بيع الحطب. ولكننا مهما قدمنا ومهما ساعدنا تبقى الحاجة أكبر من الإمكانيات ويبقى الألم أكبر من الإحاطة به.