منذ اندلاع الحرب في سوريا والأزمات لا تزال تتوالى على الشعب السوري، الذي تُركَ لقمة سائغة لرحى الآلام والمعاناة، والعجز حتى عن توفير أقل مواد العلاج بساطة، وأكثرها احتياجاً.
هذا الواقع المؤلم، حمل مؤسسة الشام الإنسانية، على تأسيس مشروع “شفاء” لإنتاج الشاش الطبي المعقم في ريف دمشق، وذلك لرفد المراكز الطبية الموجودة في المنطقة المحاصرة بهذه المادة الأساسية، والتي من شأنها تخفيف المعاناة عن المصابين، بالإضافة إلى تأمين فرص عمل للأسر العاملة فيه، والتقليل من معدل البطالة المنتشرة هناك.
لقد تم إطلاق المشروع في الشهر الأول من عام 2016 لأجل تصنيع الشاش الطبي المعقم، بقياسات مختلفة، ومعايير طبية عالية الجودة، حيث يتكوّن من مكنة نسيج لتصنيع الشاش الطبي، ومن تجهيزات خاصة بالقص والتعبئة بعد إنتاج المادة الخام
وقد تجلت أهمية مشروع “شفاء” في أمرين:
أحدهما عدم توفر مادة الشاش الطبي بسبب الحصار، والآخر قلّة فرص العمل للكفاءات الموجودة في المنطقة. وبناء على تلك الأسباب كان تركيز المشروع لإيجاد حلول لعدة مشاكل، منها:
- إنتاج الشاش الطبي وتوريده إلى المراكز الطبية وتغطية حاجيات المنطقة للتخفيف من آثار الحصار المفروض على الأهالي.
- توفير فرص عمل للكفاءات الموجودة والتي قُيّدت حركتها بسبب الحصار الجائر.
وقد اهتم المشرفون على هذا المشروع بضبط حالات الاستفادة من منتجاته وفرص العمل فيه، بأن تكون المراكز بحاجة ماسة له، بالإضافة إلى استقطاب ذوي الخبرات العالية، مع عدم إغفال الفئة التي لا تملك خبرة عملية، لكنها بحاجة ماسة للعمل وتأمين مصدر دخل لأسرهم المعدومة.
لقد كانت مشاهد المصابين من استغاثات النساء والأطفال والشيوخ –ولا تزال- تفطّر القلوب ألما وتقطّرها حسرة وسط عجز الكوادر الطبية عن إسعافهم، تلك الكوادر التي تسعى دائما لإيقاف نزيف شريان حياة طفل ولو بقطعة “شاش”، فسبحان من حثّ الناس على مساعدة الآخرين، وجعل إحياء نفس واحدة بمقام إنقاذ الناس جميعاً ( ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً ).