في ظل الحصار الجائر، ثمة أطفال عيونهم ذابلة، وأفواههم جائعة، ينتظرون آبائهم على أمل أن يأتوهم بلقيمات يسكتون بها صراخ بطونهم، بالإضافة إلى حاجتهم للشعور بالسكن والأمان والعيش الكريم، إلا أن جشع الكبار وظلمهم خطف من ثغورهم تلك البسمات التي تضفي على الحياة طعماً آخر.
ولتخفيف مأساة هذا المشهد المتكرر في الأسر شديدة الفقر في المناطق المحاصرة والتي عانت النزوح غيرة مرة، فباتت لا تملك قوت يومها، قامت مؤسسة الشام الإنسانية بتقديم مشروع “المطبخ الخيري” حيث تم تجهيز وتوزيع وجبات غذائية ساخنة على الأسر المحتاجة في بلدات الحصار والتي شملت كلا من المناطق التالية: (حلب، دمشق، ريف دمشق، حمص). وقد الذي ساهم في رفع مستوى الأمن الغذائي للأسر الفقيرة.
لقد جاء هذا المشروع كحل سريع وعاجل للظروف الراهنة التي يعيشها السكان النازحون من مناطق أخرى إلى مناطق أكثر أمانا ولو بشكل نسبي، الذي شكل مشكلة اجتماعية خانقة أدت إلى تدنى مستوى الأمن الغذائي وزيادة البطالة بين الناس وغلاء الأسعار، نتيجة عدم توفر المواد الأساسية المستعملة في أمور الحياة عامة، فبات همّ تأمين لقمة العيش هماً مؤرقاً للأهالي الذين يبحثون في كل يوم ولا يجدون إلا القليل.
وكانت أولوية التوزيع للحالات التالية:
1) العائلات الأشد فقرا.
2) الأسر النازحة.
3) أسر الأيتام والأرامل.
4) أهالي الشهداء والمعتقلين.
5) أسر ذوي الاحتياجات الخاصة (المعاقين) والمصابين.
إن مثل هذه المشاريع الخيرية التي تسهم في إطعام الجائعين والمحتاجين من تلك الأسر المعدمة، لهو من الأولويات التي تحمل همها مؤسسة الشام الإنسانية، والتي سعت بكل ما أوتيت إلى تأمين مستلزمات الأسر المنكوبة الهاربة من جحيم القصف وشبح الموت الذي بات يحيط بكل ما هو حي، غير آبه بدمعة أم أو صراخ طفل من جوع.