عبد الرحمن طفل يتيم من ريف دمشق، يبلغ من العمر 11 سنة، تحولت حياة هذا الفتى الصغير إلى مأساة بعد استشهاد والده وفقدان عائلته لسندها الوحيد.
لم يفقد عبد الرحمن والده فقط بل سُلِبت منه طفولته أيضاً، فقد اضطر للعمل حتى يساعد عائلته وبالتالي، حُرِم هذا الفتى الذي أخذ على عاتقه مسؤوليات تفوق سنه الصغيرة، من أبسط حقوقه، حيث أجبر على ترك دراسته والاستغناء عن أحلامه.
ونظراً لحاجة عائلته الماسة للمساعدة، في ظل الحصار المسلط على الغوطة الشرقية فضلاً عن غلاء الأسعار، خرج عبد الرحمن للعمل.
كان عبد الرحمن يعمل في مكتبة لبيع الكتب والقرطاسية مقابل مبلغ زهيد لا يلبي احتياجات عائلته المنكوبة، وما زاد الأمر سوءً بالنسبة لهذا الفتى اليتيم أنه كان عاجزاً عن مواصلة دراسته، وفي مطلع السنة الدراسية الجديدة وفي حين كان الأطفال يقبلون على المكتبة لشراء لوازم الدراسة من قرطاسية وغيرها، والسعادة تغمرهم، فرحاً بالعودة إلى مقاعد الدراسة، كان عبد الرحمن يبكي بكل حرقة ولوعة لأنه لا يستطيع ترك العمل ومزاولة دراسته تماماً مثل أقرانه.
ولكن وبفضل من الله، ومن خلال قطاع الكفالات في شام الإنسانية تبدل حال هذا الفتى وعادت الابتسامة لتعلو محياه، حيث التزمت المؤسسة بمنح عائلة الفتى اليتيم كفالة تسلم في شكل مبلغ شهري عن كل أربعة أشهر دفعة، ومن خلال هذه اللفتة الإنسانية وتقديم كل الدعم والتشجيع لعبد الرحمن، تمكن هذا الفتى من أن يحقق حلمه ويعود إلى مقاعد الدراسة تماماً مثل باقي أقرانه.
استعاد عبد الرحمن مكانه الطبيعي، إذ أننا في حاجة ملحة لتنشئة جيل واع ومتعلم يتسم بالقوة والعزيمة على تحقيق أهدافه وطموحاته، فالحقيقة، من المهم جداً أن لا نترك فرصة للجهل حتى يتسلل لأبنائنا، فعلمهم سلاح لمواجهة الظلم والمتجبرين.
نحن نبني لمستقبل أفضل، حيث بإمكان أطفالنا وبفضل علمهم ومعرفتهم مواصلة الطريق لإعادة أمجاد وطننا وعزة وكرامة شعبنا.
ولا يسعنا سوى أن نعرب عن خالص امتناننا وشكرنا لكل من بادر بمسح دمعة يتيم أو ساهم في تبديد حزن مهموم أو التخفيف عن مريض.
الصورة تعبيرية