في صباح اليوم الخميس الموافق ل 11/07/2019 تعرضت إحدى سيارات منظومة شام الإسعافية لتدمير كلي نتيجة غارة جوية من قبل الطيران الحربي في منطقة معرة النعمان في ريف إدلب الجنوبي؛ بعد قيام المسعفين بعملية إنقاذ جرحى القصف على المنطقة. وعند وصولهم لمكان الجرحى تكرر استهداف المكان بغارات على سيارة الإسعاف حيث نجا منها الطاقم الطبي ولم تتضرر السيارة، ليقوم الطاقم بالاحتماء بأحد الأبنية وتتكر عملية الاستهداف بعد عشرة ثوان بشكل مباشر لسيارة الإسعاف لتدمرها بشكل كامل.
يعتبر هذا القصف المباشر جزء من سلسة استهدافات متكررة طالت كوادر ومنشآت مؤسسة الشام الإنسانية في الداخل السوري من الطائرات الحربية؛ حيث تعرض مشفى الشام المركزي إلى استهداف من قبل الطيران الحربي بتاريخ 11/05/2019 والذي تم تحيده ضمن الية التحييد المعتمدة من الأمم المتحدة من خلال مكتب تنسيق الدعم الإنساني – الاوتشا، في حين تعرضت سيارتين للمنظومة الإسعافية إلى أضرار جسيمة أدت إلى خروجهما عن الخدمة بسبب الغارات الجوية على مناطق ريف إدلب الجنوبي وريف حماة الشمالي.
تشكل هذه الهجمات إجراماً وانتهاكاً صارخاً لاتفاقيات جنيف التي تنص على حماية المنشآت الصحية والكوادر الطبية، حيث أن القطاع الصحي بات يمر بأزمة كبيرة في شمال سوريا بسبب التدمير الممنهج للمرافق الصحية من قبل الطيران السوري وحلفائه والذي ارتفعت وتيرته في الأيام الأخيرة، تضاف إليها كارثة تهجير مئات آلاف المدنيين نتيجة القصف الهمجي والعشوائي.
إننا في مؤسسة الشام الإنسانية لدينا مخاوف جادة بشأن الأسوأ إذا استمر هذا الاستهداف الممنهج للعاملين والمنشآت الإنسانية، لذلك نطالب وبشدة جميع الجهات المسؤولة بإيقاف استهداف هذه المنشآت والذي يعد عملاً إجرامياً يتنافى مع قراري مجلس الأمن 2139 و2254 القاضيان بوقف الهجمات العشوائية والكف عن شن الهجمات الموجّهة ضدّ الأهداف المدنية ويتنافى كذلك مع أي ضمير أو إنسانية.
ونؤكد هنا على استمرار أعمالنا الإنسانية وتنفيذ برامجنا في خدمة ومساعدة المستضعفين، وندعو المجتمع الدولي باتخاذ خطوات جادة ولعب دور أكثر فاعلية من أجل حماية كافة المدنيين والكوادر الطبية والإنسانية في إدلب وتأكيد الوقوف الى جانبهم، كما نجدد مطالبتنا بتحييد الكوادر الطبية والإنسانية والمدنيين عن كافة أشكال الصراع واحترام القانون الإنساني الدولي.