تروي لنا آية.د، القادمة من ريف دمشق، والطالبة في الصف الخامس التي تبلغ من العمر 11 سنة، قصتها بين الهروب من مخالب الحرب في بلدها الحبيب، سوريا، وبين اللجوء إلى دار آل محمود للرعاية بأضنة التي آوتها، لتكمل دراستها سعياً وراء تحقيق طموحها في أن تصبح يوماً ما طبيبة.
تقول آية: “ألقت الحرب بظلالها علينا فهربنا من بطشها وسعيرها لنسير في أرض قاحلة أرهقت أجسادنا وأوجعت أقدامنا، أخذت منا الرحلة كل ما أخذ، حيث رسمت على وجوهنا أخاديد الكآبة والخوف وسلبتنا براءة الأطفال ليتحول البكاء والصراخ إلى نشيدنا اليومي، لقد سرقت منا الأزمات الأب والوطن لتدفع بنا إلى أحضان الغربة، ونطأ أرضاً نجهلها ننتقل فيها من ولاية إلى أخرى طمعاً في الأمان والاستقرار”.”لكن قسوة الحياة أجبرت أمي على دخول سوق العمل ومزاحمة الرجال، فلا معيل لنا سواها، وكل يوم، تخرج ساعيةً منذ ساعات الصباح الأولى إلى عملها لتأمن لنا مستلزمات الحياة، حيث تودّعنا قبل ذهابنا إلى المدرسة ومن ثم تتجه نحو عملها، فهي تغيب عنّا لساعات طويلة نقع خلالها ضحية الوحشة والوحدة إلى حين عودتها إلينا في المساء، لترتسم الابتسامة على وجوهنا مجدداً في الوقت الذي تخفي فيه عنّا آلام التعب والمرض، وكم كنا ننتظر يوم العطلة بفارغ الصبر كي نقضي الوقت معاً”.
رغم هذه الظروف القاسية، إلا أنني كنت أتوق إلى مواصلة تعليمي والتميز والتفوق في دراستي، فضلاً عن ممارسة هواياتي، وكل ذلك في سبيل تحقيق أحلامي في المستقبل، ولكن في غياب اليد الحانية التي توجهني وتحفزني، وفي ظل انشغال أمي وتضحيتها بوقتها وصحتها من أجلنا، بدا كل ذلك صعب المنال إلى أن انتقلنا إلى دار آل محمود للرعاية أحد مشاريع مؤسسة الشام الإنسانية.في تلك الأثناء، باتت أمي متفرغة تماماً لرعايتنا وتوجيهنا، وأصبحنا نتسابق سوياً إلى مجالس المعرفة في دار الرعاية، حيث آن لي أن أبدع وأتفوق في دراستي، وقد حزت على المرتبة الأولى في مدرستي وتألقت في العديد من المواهب على غرار الإنشاد والرسم وغيرها، بالإضافة إلى ذلك ازداد عزمي على الاستمرار في تطوير نفسي وبنائها إلى أن أبلغ اليوم الذي تراني أمي فيه طبيبة.
تقول آية: “ألقت الحرب بظلالها علينا فهربنا من بطشها وسعيرها لنسير في أرض قاحلة أرهقت أجسادنا وأوجعت أقدامنا، أخذت منا الرحلة كل ما أخذ، حيث رسمت على وجوهنا أخاديد الكآبة والخوف وسلبتنا براءة الأطفال ليتحول البكاء والصراخ إلى نشيدنا اليومي، لقد سرقت منا الأزمات الأب والوطن لتدفع بنا إلى أحضان الغربة، ونطأ أرضاً نجهلها ننتقل فيها من ولاية إلى أخرى طمعاً في الأمان والاستقرار”.”لكن قسوة الحياة أجبرت أمي على دخول سوق العمل ومزاحمة الرجال، فلا معيل لنا سواها، وكل يوم، تخرج ساعيةً منذ ساعات الصباح الأولى إلى عملها لتأمن لنا مستلزمات الحياة، حيث تودّعنا قبل ذهابنا إلى المدرسة ومن ثم تتجه نحو عملها، فهي تغيب عنّا لساعات طويلة نقع خلالها ضحية الوحشة والوحدة إلى حين عودتها إلينا في المساء، لترتسم الابتسامة على وجوهنا مجدداً في الوقت الذي تخفي فيه عنّا آلام التعب والمرض، وكم كنا ننتظر يوم العطلة بفارغ الصبر كي نقضي الوقت معاً”.
رغم هذه الظروف القاسية، إلا أنني كنت أتوق إلى مواصلة تعليمي والتميز والتفوق في دراستي، فضلاً عن ممارسة هواياتي، وكل ذلك في سبيل تحقيق أحلامي في المستقبل، ولكن في غياب اليد الحانية التي توجهني وتحفزني، وفي ظل انشغال أمي وتضحيتها بوقتها وصحتها من أجلنا، بدا كل ذلك صعب المنال إلى أن انتقلنا إلى دار آل محمود للرعاية أحد مشاريع مؤسسة الشام الإنسانية.في تلك الأثناء، باتت أمي متفرغة تماماً لرعايتنا وتوجيهنا، وأصبحنا نتسابق سوياً إلى مجالس المعرفة في دار الرعاية، حيث آن لي أن أبدع وأتفوق في دراستي، وقد حزت على المرتبة الأولى في مدرستي وتألقت في العديد من المواهب على غرار الإنشاد والرسم وغيرها، بالإضافة إلى ذلك ازداد عزمي على الاستمرار في تطوير نفسي وبنائها إلى أن أبلغ اليوم الذي تراني أمي فيه طبيبة.