وتستمر محرقة الحرب في الداخل السوري، التي لم تُبق ولم تذر بشراً أو شجراً أو حجراً إلا وأصابته، لتتسع فجوة المعاناة وتضيق أبواب مقومات الحياة الأساسية للشعب الذي يكابد هذه الأوضاع منذ عدة سنوات، دون أدنى شعور من قبل العالم تجاه حقه بالعيش الكريم والحياة الهانئة.

كل هذه الظروف القاسية، دفعت مؤسسة الشام الإنسانية بالتعاون مع قافلة البشائر الخيرية، لأن تأخذ على عاتقها إطلاق مشروع “نماء الزراعي” التنموي في ريف حلب الجنوبي، وذلك لتردي الأوضاع المعيشية لدى الأهالي في تلك المنطقة، وتدهور حالة الأراضي الزراعية فيها.
فبعد الوقوف على بعض أسباب تراجع الوضع الاقتصادي والمعيشي لسكان ريف حلب الجنوبي المتمثلة بـ:
1.    قلة الأراضي الزراعية المروية في جنوب حلب.
2.    ضعف إنتاج البصل الذي أدى لارتفاع أسعاره بشكل كبير.
3.    زيادة البطالة في صفوف الشباب.

تمّ إطلاق المشروع في شهر تشرين الأول من عام 2015، ليكون مشروعاً زراعياً تنموياً يقوم على استصلاح 95 دونماً من الأراضي الزراعية، وزراعتها بالبصل، بهدف توفير فرص عمل جديدة للأهالي العاطلين عن العمل، لاسيما أولاء الذين يمتلكون خبرات زراعية، وتأمين البصل لسكان المنطقة بأسعار منافسة، والمساهمة في رفد الثروة الزراعية من خلال دعمها بوسائل الاستصلاح الزراعي.
وقد تمكن المشروع من إنتاج /3225/ طناً من البصل ادت الى تخفيض سعر المادة في السوق المحلي، واستصلاح 95 دونماً من الأراضي الزراعية، استفاد منها حوالي /10/ آلاف من السكان، بالإضافة إلى تشغيل /100/ أسرة في المشروع وذلك على مدار /10/ أشهر متواصلة.
ومن هنا نرى أن في التكافل الإنساني ما يظهر تماسك الجسد الواحد عند أهل المعروف فهم يعينوا ذا الحاجة الملهوف، ليحيوا حياة هانئة كريمة بعيدة عن ذلّ المسألة، فكيف إذا علموا أن معروفهم مردود لهم كما أوضح الحبيب ﷺ ((صنائع المعروف تقي مصارع السوء، وصدقة السرّ تطفئ غضب الربّ)) فالأيام دول، ومن سارع إلى إعانة المنكوبين، لابد أن يكون في عمله ذاك، ما يكفل له ولهم حياة طيبة في مجتمع آمن لا يُخاف على أي فرد فيه ظلما ولا جوراً.

إحصائيات 2016: