سنوات عجاف لم تترك أخضراً ولا يابساً إلا ونالت منه، فتهالك على إثرها الحرث والنسل، وصارت الأراضي تئن من اصفرارها بعدما كانت تضج بالحياة والعنفوان، وباتت تستجدي يداً تحرثها وأخرى تحصد خيراتها وثمارها.
وتحت وطأة هذه الحال، كانت الحاجة ضرورية لإعادة استصلاح الأراضي الزراعية، وجعلها مورداً حيوياً يصبّ في مصلحة الأهالي والمدنيين، الأمر الذي دفع بمؤسسة الشام الإنسانية بالشراكة مع مؤسسة الشيخ ثاني بن عبد الله للخدمات – راف، إلى إطلاق مشروع “كفاف” الزراعي، ليكون مشروعاً تنموياً يعود خيره للمنطقة بمجملها، بالإضافة للأسر العاملة في المشروع نفسه، حيث يتيح لهم فرص عمل جيدة في مجال خبراتهم الزراعية المتنوعة.
ففي الشهر الثالث من عام 2016 انطلق المشروع على بركة الله في منطقة الحولة في ريف حمص الشمالي، تحت أهداف عديدة كان أهمها:
- المساهمة في تأمين احتياجات المنطقة من الخضار الرئيسية الموسمية لمدة 18 شهراً.
- تأمين كميات كافية من القمح الطري المستخدم في المخابز المنتجة للخبز اليومي.
- إنتاج كميات من التبن الناتج من حصاد محصول القمح واستخدامه في تربية المواشي.
- تأمين فرص عمل لسكان المنطقة المحاصرة وفق الخبرات والإمكانيات الموجودة.
وفي سبيل تحقيق تلك الأهداف، تمت زراعة 116 دونماً من القمح الطري، و23 دونماً من البطاطا، و58 دونماً من الخضراوات مثل (البندورة، الباذنجان، الكوسا، القرع)، بالإضافة إلى زراعة 35 دونماً من الحشائش مثل (البقدونس، النعنع، الخس، السلق، السبانخ).
وقد تم تكريس الجهود للنهوض بهذا القطاع، لتدارك المعوقات التي قيّدت أشكال الحياة في تلك المنطقة والمتمثلة بـ:
- النقص الشديد في القمح و الخضار والبطاطا والمواد الغذائية الأساسية بسبب الحصار.
- قلة المساحات المزروعة نتيجة الصراع القائم.
- انتشار البطالة وقلة فرص العمل.
- ارتفاع أسعار الخضروات والمواد الغذائية.
إن الاستثمار في مثل هذه المشاريع التي من شأنها أن تعود بالخير على الأرض وأصحابها، لهو من أهم الاستثمارات التنموية، وقد حضّ رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم على الكد والعمل، والأكل من كسب اليد بقوله: ” ما أكل أحد طعاماً خيراً من أن يأكل من عمل يده”، فكيف بالخير العائد من مد يد العون وتهيئة أسباب العمل و العيش الكريم لشعب منعت عنه كل أشكال الحياة!
إحصائيات 2016: