ولأن من معانيها النماء والطهر والزيادة، جعلت ركناً أساسيا من أركان الإسلام الذي جعلها طريقا لتكافل المجتمع بكل أطيافه، وزيادة روابطه، لاسيما في المجتمعات المستضعف مثل المجتمع السوري الذي يكابد ومنذ عدة سنوات مرارة الحرب والدمار والحرمان، فأقعدته وأثقلت كاهله وجعلته بحاجة أدنى مقومات الحياة.
ومن هنا، جاءت فكرة مشروع “زكاة الفطر” الذي أنشأته مؤسسة الشام الإنسانية ليكون مشروعاً خيرياً، يشمل جميع المناطق السورية مثل حلب، ودرعا، وادلب، وريف دمشق، واللاذقية، وجنوب دمشق، والقنيطرة، ودرعا، حيث المناطق الأكثر تضررا من واقع الحرب المؤلم الذي أقض مضاجع الأهالي، فأنهكهم غبار الترحال من طرف، وضراوة الحصار من طرف آخر، هي الأمور التي أدت بمجملها إلى تحمل أعباء يعجز عن حملها من فقد أهله وبيته وماله، وبات في حال غير مستقر ناهيك عن انعدام الأمن الاجتماعي والغذائي والاقتصادي لهم.
يقوم المشروع على توزيع زكاة عينية من قوت البلد مثل الأرز والقمح والبرغل وغيرها من المواد الأساسية التي يحتاجها الأهالي في شهر رمضان من كل عام، مستهدفاً الشرائح الأكثر حاجة والأسر الفقيرة والنازحة والمتعففة وذوي الإعاقة، بالإضافة إلى أسر الأيتام والشهداء والمعتقلين.
ولما كانت الدوافع إلى إقامة هذا المشروع تنطلق من الواقع المؤلم الذي يعايشه الشعب السوري، والذي أدى إلى ضعف مستوى الأمن الغذائي لهم، لاسيما في المناطق المحاصرة، مع تزايد أعداد النازحين والأسر الفقيرة وضيق ذات اليد للمقيمين وارتفاع أسعار المواد الأساسية في الأسواق وندرتها، جاءت الأهداف لتجسد أهمية الفكرة من خلال النقاط التالية:
• تحقيق شعيرة من شعائر الدين الإسلامي المتمثل بزكاة الفطر
• تأمين إعانة غذائية للأسر المستهدفة
• المساهمة في رفع مستوى الأمن الغذائي
• الإسهام في إدخال السعادة والرضا إلى قلوب المستهدفين
إن توزيع زكاة الفطر بشكل متساوي ودفعها لمن يستحق يحقق الغاية التي من أجلها فرضت تلك الشعيرة، فهي تبعث في النفوس العطف والإحساس بوجع الآخر وتكفيهم شر المسألة وتدفع مفاسد الحاجة عنهم، لاسيما في ظل الأحوال السيئة المحيطة بأولاء الناس.