بعد سبع سنوات من الأزمة انخفض المستوى المعيشي للأسرة السورية مما أثر سلبا على أطفالهم من النواحي النفسية والصحية.

يهدف المشروع إلى تحسين المستوى التعليمي للطلاب في محافظة إدلب (معرة النعمان) وذلك من خلال تحسين الصحة النفسية والجسدية لهم مع بداية العام الجديد والذي يتم بالتنسيق مع مديرية التربية، حيث يقوم المشروع على توفير خدمات الدعم النفسي وإدارة الحالة ضمن مركز خاص ومن خلال زيارات للمدارس مع وجود عيادة أطفال متنقلة تشرف على فحص الطلاب مع بداية العام وتقدم المكملات الغذائية اللازمة، بالإضافة إلى ذلك يقدم المشروع سلل النظافة الشخصية لأسر الأطفال وكذلك الحقائب المدرسية على مدار ستة أشهر.

قامت مؤسسة الشام الإنسانية منذ عام 2012م بتنفيذ العديد من المشاريع الإنسانية والخدمية وأولت اهتماماً بمشاريع الفئات الأشد ضعفا مثل الأطفال حيث قامت على تأسيس وتشغيل مشفيين تخصصيين للأطفال في إدلب وحلب وكذلك مشاريع دعم التعليم ومحاربة عمالة الأطفال حيث عملت على تقديم مشروع الغذاء مقابل التعليم (الغذاء والنور) لألف أسرة تقريبا في الغوطة الشرقية المحاصرة وكذلك مشروع المال مقابل التعليم حيث شمل ما يقارب 4,000 طفل في أنحاء سوريا على مدى أربع سنوات، ومشروع توزيع الوجبات واللباس المدرسي والتدفئة في مناطق مختلفة، ومؤخراً قامت بتنفيذ مشروع بالشراكة مع اليونيسف يستهدف النازحين الجدد في ريف إدلب الغربي. بالإضافة إلى مشاريع تنموية وطبية أخرى.

بناء على تجربتنا بتنفيذ مشاريع متعددة القطاعات مع اليونيسف ومن خلال ملاحظة احتياجات المستفيدين خلال عملية التنفيذ وبناء على الإحصائيات الواردة من منطقة التنفيذ المقترحة ومن خلال تحليل المشكلة، كان من الواضح أن الأوضاع المعيشية للطلاب ( النزوح المتكرر ، الوضع الأمني، الفقر ..الخ) تؤثر بشكل واضح على الحالة النفسية والمستوى التعليمي للطلاب.

من خلال التنسيق مع أكثر من 8 مجالس محلية لقرى كبيرة في المنطقة استطعنا الوصول الى تقييم سريع، تبين أن حركة النزوح الأخيرة أدت إلى كثافة كبيرة في عدد سكان المنطقة مما أظهر وأبرز مشاكل جديدة وفاقم بعضها مثل ازدياد الضغط على كل من المراكز الصحية والمدارس، مما ساهم بالتأثير سلبا على النظافة الشخصية للأطفال وصحتهم، ونتيجة لحركة النزوح وعودة القصف لمناطق إدلب، يعيش الأطفال في المنطقة وضعا نفسيا مضطرباً، كما أبرزت تقارير مشفى مؤسسة الشام الإنسانية ظهور حالات سوء تغذية جديدة وصلت إلى أكثر من 650 حالة.

مما يستدعي التدخل وفق البرنامج المقترح لتحسين الحالة النفسية والصحية عبر توفير الخدمات الصحية المدرسية وخدمات الدعم النفسي وما يرافقها من خدمات توزيع الحقائب المدرسية وحقائب النظافة الشخصية والمكملات الغذائية، مما يساهم بتعزيز ارتباط الطالب بالمدرسة وعدم التسرب والاتجاه إلى عمالة الأطفال.

حيث سيتم تنفيذ خدمات علاج سوء التغذية وطب الأطفال والتوعية المتعلقة بهما في مشفى الأطفال التخصصي التابع لمؤسسة الشام الإنسانية في منطقة سرمدا وكذلك عن طريق العيادة المتنقلة. وفيما يتعلق بالدعم النفسي وإدارة الحالة سيتم استهداف الذكور والإناث على حد سواء في المدارس والمخيمات المجاورة من خلال 3 مراكز نفسية وفريق متنقل من الداعمين النفسيين،ـ كما سيتم التوعية بآليات التعامل الوالدي وأهمية مفاهيم التوعية للاطفال والنساء عبر اعداد بروشورات توعية يوزعها فريق متنقل يقوم بشرحها اثناء لقاء مباشر لمجموعات صغيرة من النساء والفتيات.

كما سيتم توزيع الحقائب المدرسية مع بداية العام الدراسي وسلل النظافة الشخصية لأسر الأطفال مع توعية بأهمية النظافة الشخصية من قبل فريق متنقل.

وفق تقرير HNO لعام 2018: بعد سبع سنوات من الأزمة، لا يزال حجم وشدة وتعقيد الاحتياجات في جميع أنحاء سوريا ساحقا. ويحتاج نحو 13.1 مليون شخص في سوريا إلى مساعدات إنسانية. ومن بين هؤلاء، هناك 6.3 مليون شخص في حاجة ماسة بسبب التقارب بين نقاط الضعف الناجمة عن النزوح، والتعرض للأعمال القتالية، ومحدودية فرص الحصول على السلع والخدمات الأساسية. ولا يزال الصراع هو المحرك الرئيسي للاحتياجات الإنسانية، حيث يتعرض السكان المدنيون في أجزاء كثيرة من البلد لمخاطر كبيرة تهدد حياة الإنسان وكرامته بشكل يومي.