كثيرة هي المآسي التي تعرض لها أطفال سوريا خلال الحرب الدائرة في البلاد. حرمان من التعليم ونزوح مستمر وموت لاحق بعضهم وإصابات كثيرة تعرضوا لها.
راما، قصة تحمل في طياتها الكثير من الألم والأمل الذي يجذبك لتجلس معها لساعات وساعات.
في عام 2015 تعرض منزلهم للقصف من الطيران الحربي، حيث دمر منزلهم وجعله تلة من ركام، وكانت راما وإخوتها و والدتها إحدى ضحايا هذا القصف.
تحدثنا راما : (كنا نجلس في حديقة المنزل أنا وإخوتي، نلعب ونكتب واجباتنا المدرسية؛ وذلك بعد أن عدنا من المدرسة، ننتظر والدتنا في تجهيز طعام الغداء، سمعنا صوت الطائرة فجأة، ركضنا باتجاه الملجأ لكن لم نصل إليه، و دوى صوت انفجار قوي، ولا أنسى في تلك اللحظة صوت أمي وهي تنادي لتطمأن عليَّ وعلى إخوتي .
شعرت بألم شديد في جسدي ثم غبت عن الوعي ولم أدرك نفسي إلا وأنا في المستشفى ….)
في المستشفى التي نقلت إليها راما، قرر الأطباء بتر رجلها اليمنى لعجزهم عن وضع حد للنزيف ولحجم الإصابة الكبيرة التي تعرضت لها.
كانت صدمة لأهلها وأقاربها أن يروا راما بذاك المشهد بعد أن كانت تملأ المنزل بحركاتها وضحكاتها .
عاشت راما فترة طويلة وهي تعاني من الألم؛ لكنها بقيت على أمل أن تعيش أياماً أفضل؛ تنسيها تلك الأحداث. تتمنى راما أن تتمكن من تركيب طرف صناعي يغنيها عن عكازتيها اللتان ترافقاها إلى مدرستها، ولتستطيع التجول بحرية وتعود إلى حياتها وهواياتها وتسعى لتحقيق أحلامها.
راما ستروي قصتها لمن بعدها وتبقى شاهداً على إصرار شعب وأمله في استمراره في الحياة.