الاحتياجات المعيشية المتفاقمة دفعت “عبير” 40 عاماً، إلى العودة من تركيا التي اضطرت السفر إليها بسبب الحرب في سوريا إلى مدينتها وبيتها المتضرر بشدة من الحرب من أجل استمرارها في عملها ومساندة زوجها، بسبب عدم قدرتهم على المعيشة. 

عبير من مدينة الباب بريف حلب الشرقي “تعيل أسرتها المكونة من 4 أفراد ومساعدة زوجها المريض، حيث أنهم بعد عودتهم إلى المدينة ومشاهدة منزلهم المدمر قامت باستدانة مبلغ كبير من المال من أحد صديقاتها، لتقوم بإعادة ترميم المنزل حيث أنه لا مأوى لديهم سواه. 

وتقول عبير: ” بعد الانتهاء من الترميم وإعادة السكن بمنزلي بدأت بالعمل في شراء (بندورة، فليفلة، البان واجبان، ورق عنب) وتحويلها الى مواد غذائية المعروفة محلياً بالمونة ومن ثم بيعها بالسوق والجوار، وبسبب الأوضاع القاسية التي تعرضنا لها سابقاً لم يكن لدي رأس مال أقوم بالعمل من خلاله، وقد كنت أعمل حسب التوصيات من الزبائن لدي دون التخزين“. 

وأضافت” الدخل المادي لم يكن في حال جيد حتى أستطيع من سداد المبلغ الذي استدنته من أجل منزلي ولا يساعدني على مساندة زوجي في سد احتياجات المنزل، حتى علمت من أحد اصدقائي في الجوار عن مشروع كريم الذي يوفر فرص عمل لإقامة مشاريع صغيرة من خلال التقديم والحصول على قرض إنتاجي حسن مسترد بالكامل. 

وأشارت: ” أخذت رأي زوجي وكانت الفكرة جيدة جداً، تقدمت مع صديقاتي على طلب وبعد دراسة طلبنا واستكمال الأوراق والإجراءات تم الموافقة، واستلمنا القرض قمت بشراء جميع المواد التي تلزمني في صناعة المونة وبدأت بالعمل في منزلي، كما أن أصبح إقبال زبائن بشكل كبير لدي“. 

وختمت عبير: ” الان بدأ الوضع المادي يتحسن بشكل كبير واقوم بتخزين المواد لبيعها في الشتاء، كما أنني وبفضل عملي واعتمادي على ذاتي استطعت تسديد الدين الذي كان متراكم عليّ في السابق“.