لم تكن الحيادية في أيٍ من معانيها مجرد أقوال، بل هي أفعال تتجسد في واقع الناس المؤلم فتعيد إلى الأذهان أصالة الفكرة ممزوجةً بصحة التطبيق، وانطلاقاً من واجبها الإنساني والتزامها الأخلاقي في إسعاف الجرحى والمرضى فوق كل اعتبار، ساهمت منظومة شام الإسعافية بنقل المدنيين الذين أصيبوا من جراء التفجير الذي استهدف منطقة الراشدين يوم السبت 15 نيسان 2017، فكان ربيع نيسان الشاهد على إنسانية غابت وتناثرت الكثير من تفاصيلها في بحر القتل والأعمال الهمجية، حيث تم اسعاف العشرات من المصابين والجرحى من الأطفال والنساء ممن سقطوا إثر انفجار سيارة مفخخة في نقطة الإخلاء.وكانت منظومة شام الإسعافية قد خصصت نحو 11 سيارة إسعاف إلى جانب فريق طبي مؤلف من 22 مسعف، عملوا على إنقاذ العشرات من الأشخاص منهم الأطفال والنساء إلى المشافي القريبة في مناطق ريف حلب الغربي وإدلب، وبدورنا نحيي جميع الطواقم الطبية التي ساهمت في هذا العمل النبيل الذين أثبتوا للقاصي والداني حسهم الإنساني الرفيع والعمل لإجل الانسان فقط.
وتستمر شام الإنسانية عبر منظومتها الإسعافية المتواجدة في المناطق السورية ومراكزها الطبية في تقديم الدعم الطبي للإنسان السوري في المناطق التي تتواجد فيها حيث عملت منظومة شام الإسعافية منذ انطلاقتها في آذار عام 2015 على عدة أهداف من بينها تقديم الخدمة الإسعافية والطبية المثلى للمصابين، إلى جانب نقل الجرحى بالشكل الصحيح لمنع حدوث الأخطاء الطبية أثناء إسعافهم، وبلغ عدد المستفيدين من خلال أسطولها الإسعافي أكثر من 58 ألف شخص متوزعين على 4 محافظات هي إدلب، حلب، الغوطة الشرقية وريف اللاذقية.