من يعرف الغوطة الشرقية ومناطق الحصار ويقترب من تفاصيل حياة الأهالي فيها يعرف أن الوضع المأساوي أكبر من أن يوصف، فبالإضافة للحصار والقصف والدمار الذي تعيشه المنطقة منذ عدة سنوات، إلا أن ترك الأطفال لمدارسهم بسبب حاجة الناس وعدم قدرتهم على توفير مصاريف الدراسة وفقرهم وتدني مستوى معيشتهم وفقدانهم للمعيل في أحيان أخرى، شكّل أزمة جديدة، ألقت بجيل كامل في مستنقع الجهل، يوشك مستقبلهم على الضياع في ظل حاضر يعمه العوز والحاجة والحرمان.

ولتغيير هذا الواقع المؤلم لهؤلاء الأطفال قامت مؤسسة الشام الإنسانية بالشراكة مع مؤسسة راف، بإطلاق مشروع “الغذاء والنور” حيث توزع الألبسة المدرسية المتكاملة مع حقيبة مدرسية بكامل محتوياتها من القرطاسية على الطلاب بداية العام الدراسي، بالإضافة إلى سلال غذائية على الطلاب والمدرسين شهريا طيلة العام.

كما أضافت ظاهرة هجرة المدرسين لخارج البلاد بسبب قلة دعم قطاع التعليم وتدني المستوى المعيشي وقلة الطلاب في المدارس الذين تسربوا منها بسبب فقر ذويهم وحاجتهم لتأمين متطلبات عيشهم الأساسية إلى الأسباب التي أدت بمجملها إلى إطلاق هذا المشروع في بداية كل عام، واضعاً نصب عينيه أهداف عدة هي:

1) دعم العملية التعليمية في المدارس من خلال دعم المدرسين والطلاب.
2) تخفيف الأعباء المادية عن المدرسين وأهالي الطلاب.
3) المساهمة في تحسين مستوى الأمن الغذائي.
4) تشجيع الأسر على إرسال أبنائهم إلى المدارس.

مستهدفا الشرائح التالية من مجتمعات المناطق المحاصرة:
• الطلاب المتسربين شرط عودتهم للمدرسة.
• أسر الطلاب.
• العاملين في العملية التعليمية.

هذا وقد تمكن المشروع بفضل الله من تحقيق نتائج جيدة، حيث وصل عدد المستفيدين خلال العام الدراسي 2016-2017 إلى 2280 طالب و900 أسرة. 

ولأن إغاثة القلوب والعقول لا تقل أهمية عن إغاثة الأجساد، ولأن اهتمامنا بالأمور الطارئة يجب ألا يصرفنا عن الأمور المهمة التي تؤتي ثمارها على المدى البعيد والتي يؤدي إهمالها إلى الغرق في الطوارئ إلى ما لا نهاية، فدعم ومساندة والسعي لإنشاء جيل متعلم واع بمتطلبات المرحلة قادر على التحدي والنهوض من جديد، لهو من الأولويات الأساسية التي يحتاجها الشعب السوري.