كما هي العادة منذ بضع سنين، يمر شهر رمضان الكريم على قلوب الأهالي والمدنيين في الداخل السوري التي يكتنزها الهم على تأمين احتياجاتهم الغذائية بحدودها الدنيا، فترى الغالبية لا يجدون ما يفطرون عليه أو يتسحرون به إلا ما ندر، وذلك إما لإقامتهم في أماكن واقعة تحت الحصار، أو لما ألمّ بهم من فقرٍ مدقعٍ نتيجة القصف اليومي الذي حول غالبية الأراضي إلى أراض لا تصلح للزراعة، مما أدى لارتفاع الأسعار ونقص المواد الغذائية المتواجدة في السوق.

ولمّا كان لإفطار الصائم أجر عظيم، بالإضافة للمعاني الإنسانية التي تجسّدها حالة التكاتف الاجتماعي، فقد سارعت مؤسسة الشام الإنسانية إلى إطلاق مشروع “إفطار صائم” لتوزيع وجبات الإفطار والسحور على الأسر المحتاجة في شهر رمضان من كل عام. حيث يتم تقديم تلك الوجبات في أغلب المناطق السورية مثل: (حلب، ادلب، حماه، ريف اللاذقية، درعا، دمشق، ريف دمشق، حمص)، وذلك بغية تحقيق أهدافٍ عظيمةٍ منها: 
•    تخفيف معاناة الأسر الفقيرة في شهر رمضان المبارك
•    المساهمة في رفع مستوى الأمن الغذائي.
•    العمل بسنة التكافل في الشهر الفضيل.

وقد أخذت إدارة المشروع عل عاتقها اختيار الشرائح التي تستحق الاستفادة من هذا المشروع حتى يكون ناجحاً محقّقا لأهدافه، فكانت الأولوية الأساسية للفئات التالية: 
•    الأسر الفقيرة التي لا تملك دخلاً شهرياً يعينها في كسب قوتها اليومي.
•    الأسر النازحة التي عانت مرارة النزوح أكثر من مرة.
•    أسر الأرامل والأيتام.
•    الأسر الفقيرة في المناطق المحاصرة.
كما ويمكن لأسر الشهداء والمعتقلين وأسر ذوي الاحتياجات الخاصة الاستفادة من هذا المشروع أيضا. 

هذا وقد تمكن هذا المشروع بفضل الله تعالى في نهاية العام المنصرم، من تقديم وجبات الإفطار والسحور لما يقارب من 765 ألف صائم، كانت على موائدهم وجبات غذائية متكاملة، جعلتهم يشعرون بشيء من الفرح والسرور، وأن خير هذا الشعب لا ينعدم مهما اشتدت بهم الكرب، وعصفت بهم الأقدار.