كثيراً ما تضطر بعض النساء للعمل من أجل مساعدة أزواجهن في تأمين احتياجات المنزل بسبب الوضع المعيشي الصعب وقلة المردود المادي، حيث يشعرن بالثقة والإنجاز، فمن الجيد أن يكون هناك تعاون بين الزوجين لتأمين احتياجات العائلة.

“أم محمد” تبلغ من العمر 33 سنة، وهي أم لـسبعة أطفال وتعمل في مجال الكونسروة (المونة)، بينما يعمل زوجها عامل بناء، بسبب قلة فرص العمل افتتحت بالتعاون مع زوجها بقالية صغيرة جانب المنزل يتساعدان للعمل بها.

يقول “أبو محمد”، عانيت مع أسرتي صعوبات الحياة كثيراً عندما نزحنا من منزلنا إلى خارج مدينة الباب، وترتب علينا مصاريف كبيرة أثناء النزوح، عدنا بعد فترة إلى المدينة لنرى منزلنا قد تضرر بشكل كبير بسبب القصف، حيث عملت في مجال البناء حتى استطعت إعادة تأهيل المنزل، لكن بعد فترة تراجع العمل ولم أستطع تأمين احتياجات عائلتي الأساسية.

كما قالت “أم محمد”، بعد تراجع وضعنا المعيشي كثيراً، قررت مساعدة زوجي والعمل ضمن المنزل في الكونسروة، بالفعل بدأت العمل بإمكانيات ضعيفة، لكننا تمكنا من توفير مبلغ صغير لفتح بقالية صغيرة بجانب المنزل نعمل بها سوية، فلم يكن زوجي يملك عملاً منذ فترة.

تابعت أم محمد قائلة: لم يكن للبقالية مردود جيد فهي تحتاج لرأس مال مناسب كي يتحسن العمل ونستطيع تأمين كافة المواد المطلوبة في البقالية، تعرفت على مشروع صندوق كريم من خلال صديقتي التي كانت مقبلة على تقديم طلب للحصول على قرض، وبعد موافقة زوجي التحقت بالمجموعة، وقدمنا طلباً للحصول على قرض وبعد انتهاء كافة الإجراءات المطلوبة جاءت الموافقة واستلمنا قرض المرحلة الأولى من المشروع.

 

تمكنت “أم محمد” من توسيع عملها وشراء المواد اللازمة للعمل، إضافة إلى تحسن الدخل بشكل كبير، وبعد التطور الكبير في العمل والمتابعة المستمرة والزيارات الدورية لفريق صندوق كريم وانتهاء المرحلة الأولى من المشروع تقدمت أم محمد بطلب للحصول على قرض من المرحلة الثانية، وبعد دراسة الطلب والموافقة عليه حصلت أم محمد على قيمة القرض مما مكنها من تطوير عملها بشكل أكبر، وتنويع المواد المتوفرة بالبقالية لتلبية حاجة المستهلك من مواد غذائية وغيرها.