تعيش الحالة السورية أوضاعاً حادة جداً، تعود على الشعب الضعيف بالشقاء والعديد من المشاكل الصحية والنفسية والاقتصادية، كما تشهد المناطق المحاصرة عبئاً إضافياً، فالفقر الذي لا يعد عيباً اجتماعياً ولا ينتقص من كرامتهم ورفعتهم، بات أشبه بالغول الذي يقضّ مضاجعهم، وينغّص عيشهم ويمزق فؤادهم على أطفالهم الجوعى الذين لا يعرفون أين يلوذون بأناتهم، أمن حمم القصف أم من تضوّر الجوع.

 
وعلى وقع هذه الأحوال، بادرت مؤسسة الشام الإنسانية بالشراكة مع مؤسسة الشيخ عيد الخيرية، إلى إقامة مشروع “بهجة” في حي الوعر، وهو مشروع زراعي تنموي، يرمي إلى استصلاح الأراضي الزراعية وتعويض النقص الحاصل جراء الحصار المفروض على الأهالي، وجعله مورداً حيوياً من خلال توفير فرص عمل للذين يملكون خبرات عملية في هذا المجال، وذلك لدرء أخطار تدهور الأوضاع المعيشية أكثر مما هي عليه للسكان هناك.
 
لقد تم إطلاق المشروع في شهر تشرين الثاني من عام 2015، في حي الوعر من مدينة حمص، المنطقة المحاصرة منذ عدة أعوام، والتي يعاني أهلها ما يعانيه من نقص للخضروات والمواد الغذائية الأساسية التي أدت لارتفاع الأسعار بشكل كبير، بالإضافة إلى زيادة معدلات البطالة بين الشباب. وقد اعتمد المشروع على استصلاح وزراعة 70 دونماً من المحاصيل الصيفية والشتوية، حيث تم استثمار تلك المساحة على النحو التالي:

  • زراعة المحاصيل الشتوية: كالبقدونس، والجرجير، والسبانخ، والسلق، والشمندر، والفجل، والكراث، واللفت، والملفوف، والفول.
  • زراعة المحاصيل الصيفية: كالباذنجان، والفليفلة، والملوخية، والكرات، والذرة، والبندورة، والبامياء، والبقدونس، والفاصولياء، والملفوف، والقرع، والبطيخ.

 
يقدم مشروع “بهجة” خدماته للعديد من فئات المجتمع، كالعاملين في المشروع من خلال توفير فرص العمل لهم، وسكان المنطقة الذين يشترون المحاصيل بأسعار مخفضة يصل الدعم فيها إلى ما يقارب 70%، مع الأخذ بعين الاعتبار الفئة المعدومة والتي هي بحاجة تقديم جميع مستلزمات الحياة لها مجاناً.
هذا وقد بلغت إحصائيات المحاصيل الناتجة عن المشروع بما يقارب /32000/ كيلو غراماً من الخضراوات الشتوية، و/24713/ كيلوغراماً من الخضروات الصيفية، تم تقديمها لـ / 66260/ مستفيداً وتأمين 70 فرصة عمل.
 
إن مساعدة أهلنا المحاصرين بتوفير الأمن الغذائي لهم، لهو ترجمة عملية لحديث الرسول ﷺ “المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا”، وباب لدعم صمودهم، وإيصال رسالة لهم، أنه لا يزال في أمة الإسلام خير حتى قيام الساعة.
 

إحصائيات 2016: